#62 ميدوسا (إلهة إغريقية)


راود تريسي حلم حيث رأت أنها قتلت رجلا ووضعته في خزانة المطبخ. حاولت ألا تدع أي أحد من حولها يعمل بهذا الأمر. و أبقت الأمر مخفيا في عقلها لتلقي اللوم على أمها.

ذهبت لمقابلة معالج نفسي و كان يعمل محقق أيضا. حاولت جاهدة اخفاء الأمر عنه. كان الأمر بالنسبة لها كفيلم من أفلام الجريمة.

قمنا بالعمل على الحلم من منطلق الجاشطالت.

طلبت منها بأن تقص عليّ الحلم كما وأنه يحدث الآن في وقتنا الحاضر- طريقة عرض في حالة وعي كامل.

و أثناء تمثيلها للحلم كنت أوقفها لكي أسئلها عن شعورها، أو كي أسألها عن بعض التفاصيل عن الرجل التي قتلته في الحلم.

ثُم طلبت منها بأن تمثل دور الرجل و أن تتحدث كأنها هو.

فقال: تريسي باردة المشاعر، حريصة و قوية.

عندما توقفت عن تمثيل دور الرجل، ضحكت، ارتبكت و أبدت عدم ارتياح لهذا الوصف.

كانت الخطوة التالية المتابعة مع معالج نفسي. حاولت جاهدة أن تخفي الحقائق عنه.

بعد ذلك مارست تريسي دور المعالج النفسي. فشعر بأنها كانت قوية، و لم يكن في استطاعته أن يستخلص أي معلومات منها.

و عند التحدث اليها- ظللت أردد الأوصاف (قوية، باردة، حريصة). فقالت أنها شعرت بالسادية. لذلك وضعت كل هذه الكلمات معا.

طلبت من ثلاثة نساء أن يقمن بالتجول و أن يستعرضن هذه الأوصاف.

ثم دعوت تريسي بأن تقوم بالمثل. وجدت أن الأمر صعب، و ظلت تضحك و تبتسم، و لكنني شجعتها بأن تجاري الأمر، و أن نشعر بأنها تلك المرأة القوية. طلبت من أحدهم أن يمثل دور الجثة، و طلبت من أحدهم أيضا بأن يمثل الجزء الذي يدعي البراءة منها، كأنها لم تكن لتؤذي أي أحد مطلقا.

جعلتها تقوم بالنظر الى بعض الرجال الموجودين بالمجموعة "نظرة قاتلة". فشعرت بقوتها، ولكن خالجها بعض الضحك. و مع ذلك، شعرت نوعا ما بأنها شريرة كلما ضحكت. الضحك عادة ما يكون نوعا من الأنعطاف، طريقة لاستنكار التجربة.

سألتها بأن تأخذ نفس عميق في بطنها-استطعت أن ألاحظ بأنها تأخذ نفس في الجزء العلوي و بعمق.

عندما قامت بذلك، قالت أنها كانت تشعر بأن هناك صخرة في معدتها. و بعائق في قلبها. شجعتها على التنفس، و استشعار بأن هذه الصخرة ستمدها بالقوة.

قالت بأن هذا أولا الرفض الذي عنته من والديها، و ثانيا الكبت لجنسيتها. شعرت أنها تمسك بخنجراً، و أرات أن تقوم بالعبث به. نوعا ما شعرت بأنها الإلهة الإغريقية ميدوسا...التي كانت تحول الرجال الى صخر بالنظر اليهم. و قالت أنها كانت تشعر بشعور جنسي جيد في جسدها.

تبود مختلفة جدا الآن- أكثر جدية، لا مزيد من الضحك أو "تمثيل البراءة".

كانت هذه نقطة التقبل، بدلا من الاستنكار لقوتها. استطاعت أن تخوض التجربة- الجزء القاتل بها، جنسيتها، قوتها كإمرأة.

في الجاشطالت، الإنكار لأجزاء في نفسنا يعتبر خطر جدا. عندما يسمح الناس للأجزاء المظموسة في أنفسهم بالظهور للوعي، عندها يمكنهم أن يتخذوا قرارات كاملة، و من هذا المبدأ "اتخاذ المسئولية". هذا هو المحور الوجودي للجاشطالت –ليس بايجاد أي حلول أو ارشادات أخلاقية لكي يطبقا الشخص، و لكن لمساعدة الناس على ان يتواجدوا مع جميع جوانبهم، و بالتالي يصبح لهم القدرة على إتخاذ قرارات مسئولة.

في هذه الجلسة قمت بانتهاج اسلوب تحريك الطاقة، و قمت بالتركيز على توجيهها للتعامل مع الجزء الذي تستنكره- عنفها، قوتها. وجدت أنه من الصعب التواجد مع هذا الجانب و تملّكه. كان بإمكانها أن تتغاضى عن أشياء بينما تظل هذه الأشياء معلقة و من الواجب التعامل معها.

 Posted by  Steve Vinay Gunther